آه لنفس قد باتت تواسينى ..
صبرا فإن الدهر قد يعدل موازينى ..
هذا يناصحنى و هذا يعاتبنى و هذا يربينى ..
هذا يخادعنى و هذا يصارعنى و هذا يبارينى ..
أما كفاكى حياة أنتى منهجها ؟؟
لا غيركى يفهمكى يا نفسا تعادينى ..
لا أعنى انك حقا أنكِ لم تعينينى ..
لكن طالت بكِ الأيام ترثينى ..
حتى ضاقت بىَ الأيام و اندثرت ..
طيب الأخلاق فـآهٍ لجهد السنين ..
أما تعبتى من كثرة مصاحبتى ؟؟
أما ضاقت بكِ الأنفاس تسقينى ؟؟
من كل أملٍ فصار العيش يضنينى ..
كفاكى شقاءاً منى و منى أريحينى ..
صار العناء بلا جدوى فالكل يهجونى ..
فلسوء ظنى تحاشانى من أحبونى ..
أصبحت فى صحراء العمر ألهو بها ..
لا زرع بها ينبت و لا ظل يوارينى ..
لا نبع أجد فيها و لا ماء تُرَوينى ..
صحراء جرداء حر الشمس مسكنها ..
و الريح مطلعها و الشق واديها ..
و الغد بها كالعمر آتٍ بعد إعجاز ..
و الأفق بها لا يكشف عن أمل ليحيينى ..
أما زلتِ يا نفس تبكِ على مفارقتى ؟؟
أعتذر لكِ لا من علياء صدقينى ..
كم من ليالٍ كنت أحاكيكى .. تحاكينى ..
ذهبت ليالِ الأنس معكِ .. فارقينى ..
سلام يا نفس .. عودى حين ميسرة ..
و حينها من فضلك .. عاتبينى ..
و لإن غضبتِ منى بعد ذلك يا نفس ..
فتريثى .. و تمهلى .. و اسمعينى ..
فلكل منا حقاً فى الدفاع لا الهجوم ..
إن هذا إلا سوء الخُلق فى الدين ..
فسلام يا نفس عودى حين ميسرة ..
و حتى أعود كما كنت .. فسامحينى ..